ما هي تقنية ثلاثي الأبعاد

تقنية ثلاثي الأبعاد

مرت الصورة والكتابة بتقنيات عديدة على مرّ العصور، بدءًا من تقنية فنّ النحت في العصور القديمة؛ حيث كان الفنان يستخدم بعض الأدوات البدائية، مثل الجاكوش والإزميل، ثم تطور هذا الفن شيئًا فشيئًا، حتى صارت له أروقة خاصة به، وأحاطت بهذه الأروقة هالة من القدسيّة، وصارت فيما بعد معبدًا له قدسيته واحترامه.

وهذه الصورة المجسّمة، تستطيع لمسها، أو تراها من أي زاوية، وتدرك ما بها من عمق، وهذا ما يطلق عليه الفنّ ثلاثي الأبعاد، ومع التطور التكنولجيّ، وتقدم هذ الفنّ، أصبح له تقنية خاصة به، هي تقنية ثلاثي الأبعاد، وهي موضوع مقالنا، فتابعونا.

 

الصورة وأبعادها

عندما ننظر إلى صورة فنية في مجلة، أو كتابة في لوحة ذات خط جميل، تتملكنا حالة من البهجة والإعجاب، وبإمعان النظر المجرد في الصورة، نلاحظ أنها مخالفة للواقع تماما، فتلك الصورة ذات بعدين فقط هما الطول والعرض. في حين أن الواقع للصورة، أنها ذات ثلاثة أبعاد، طول، وعرض، وعمق (ارتفاع)، ولكن مع استخدام الأوان والظلال في الصورة، يتخيل العقل البعد الثالث، وهوالعمق للصورة ويراها كما لو كانت ثلاثية الأبعاد.

ومع التقدم التكنولوجي لفنيّ التصوير والطباعة، استطاعت التكنولوجيا إضافة العمق، أو البعد الثالث للصورة، و الكتابة، بحيث أنك يمكنك رؤية الصورة من كل جوانبها بالالتفاف حولها.

 

تقنية ثلاثي الأبعاد

يتمتع المشاهد للصورة، أو الكتابة ثلاثية الأبعاد، بحسٍّ تفاعليّ مع المشهد؛ حيث يصبح كل منهما -المشاهد والصورة- في بيئة تفاعلية واحدة، ويمثلان أحد مكونات تلك البيئة؛ مما يثري الإحساس لدى المشاهد بالحياة والحيويّة، كذلك تُقدِم الصورة، أو الكتابة ثلاثية الأبعاد تفاصيل أكثر دقة للمحتوى؛ مما يجعل المشاهد ملمًّا بكل تفاصيل الصورة.

هذا ما يحتم تقنية ثلاثية الأبعاد، ويخلق منها ضرورة ملحّة على المستوى التطبيقي، ويمكن تناول تقنية ثلاثي الأبعاد، على مستوى كل من الصورة المتحركة (السينمائية)، والحرف المطبوع، على النحو الآتي:

 

أولًا: الصورة السينمائية

تعني تقنية ثلاثي الأبعاد بالنسبة للصورة التقنية التي تجعل من الصورة صورة محاكية للواقع، وهو ما يطلق عليه الواقع الافتراضي؛ حيث أن المشاهد يكون جزءًا من هذا الواقع المتحرك، وفقًا لما توحيه تلك التقنية من حالة ذهنية للمشاهد، فيرى المشهد وكأنه واقعًا حقيقيًا، وتتم تقنية الصورة ثلاثية الأبعاد (3D)، من خلال المراحل التالية:

 

التغطية الفسيفسائية:

وفي هذه المرحلة، يتمّ إنشاء نماذج للصور أو المشاهد الفردية- البورتريهات، أو المقاطع – باستخدام النقاط الارتباطية التي يتمّ إنشاؤها في مضلعات فردية متتالية، باستخدام أكثر من كاميرا تصوير، لأكثر من زاوية تصوير، لنفس المشهد.

 

الهندسية الرياضية:

وفي تلك المرحلة يتمّ ترتيب المضلعات، أو البورتريهات السابق التقاطها، بحيث كل زاوية تصوير تكون متمّمة الزاوية المتوافقة معها؛ لتبدو كلتاهما في صورة واحدة.

 

التقديم:

ويتمّ في هذه المرحلة، تقديم المشاهد الملتقطة من زوايا مختلفة في مشهد واحد، كما لو كان تمّ تصويرها بكاميرا واحدة، وبهذا يتخيل الدماغ البشري الصورة المعروضة، وكأن لها عمقًا.

 

ثانيًا: الحرف المطبوع

راودت فكرة الطباعة، كثيرًا من العلماء، أمثال ديكارت، وكارل، وهيل، وغيرهم، واستطاع هيل أن يحصل على براءة اختراع لطابعته بنظام ثلاثي الأبعاد (3D)، ثم توالت الأبحاث؛ للحصول على كتابة بأعلى جودة، من خلال تطوير طابعة هيل، بواسطة إمانويل ساكس.

وتتم تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد باستخدام الحاسوب، وفيها يتمّ تراكم الطباعة للحرف الواحد، أو ما يتمّ رسمه بواسطة الحاسوب، من خلال وضع طبقات تراكمية بعضها فوق بعض، لنفس الحرف أو الرسم، وهو ما يعطي العمق، أو الارتفاع للحرف، أو الرسم.

 

استخدامات تقنية ثلاثي الأبعاد

تستخدم تقنية ثلاثي الأبعاد في كثير من المجالات، يمكن إيضاح بعضٍ منها على النحو الآتي:

إنتاج الأفلام السينمائية ثلاثية الأبعاد، التي تتمتع بالحيوية، وتجعل من المشاهد عنصرًا من عناصر المشهد.

طباعة الخزف، فتعمل على تحسين جودته، وإعطائه مظهرًا ورونقًا جذّابًا.

إنتاج الأدوات الطبيّة البديلة، بأكثر دقة ومحاكاة للواقع، وبأقل تكلفة.

إنتاج بعض الخلايا الحيّة المحاكية للخلايا الحقيقية، ويتم ذلك من خلال وضع الخلية التي تم طباعتها بتقنية ال (3D( في وسط هلامي أو سكري مناسب؛ حتى يكتمل على الشكل المطلوب.

 

ويظل مجال استخدام تقنية ثلاثي الأبعاد مفتوحًا على مصراعيه؛ لكونه مجالًا حديثًا نسبيًا، ولما يقدمه من الدقة والجودة العالية، والوفرة في التكاليف، والمرونة العالية في تخيل ما يجب أن يكون عليه الواقع أو محاكاته.

التعليقات

أترك تعليق..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *