من اخترع المحرك البخاري

من اخترع المحرك البخاري

تمتلئ الحياة بالاختراعات العظيمة، التي تمثل نقلة كبيرة في العديد من المجالات؛ لينتقل الإنسان من الحياة البدائية الصعبة في كل أمورها، إلى حياة التكنولوجيا والتطور والتقدم؛ ليعيش في مستوى معيشي لا يمكن مقارنته بالعصور القديمة، ويعتبر المحرك البخاري واحدًا من أهم الاختراعات، التي أحدثت ثورة كبيرة في المجال الصناعي؛ حيث أنه يمّثل اللبنة الأولى للعديد من الاختراعات الحديثة، وخاصة تكنولوجيا المحركات، وغيرها الكثير؛ فالمحرك البخاري يعمل علي تحريك وتشغيل العديد من الآلات الثقيلة؛ وسوف نتحدث في مقالنا هذا عن أول من اخترع المحرك البخاري.

 

أول محرك بخاري

يعود الفضل في اختراع أول محرك بخاري في اليونان القديمة، إلى هيرون الإسكندرية؛ حيث تمّ اختراعه بشكل بدائي؛ ليكون بذرة نحو التقدم في المجال الصناعي، وعلى الرغم من القول بأسماء بعض العلماء، الذين نسب إليهم تصميم واختراع أول محرك بخاري، إلا أن حقيقة الأمر تثبت من خلال الآلات التي تستخدم المحرك البخاري لتأدية عملها، والتي صنعت منذ ما يقارب الألفي عام؛ مما يعني أنه اختراع قديم، وله جذور تمتدّ لألفي عام.

ولقد صمم هيرون الإسكندرية أول محرك بخاري ( أوليبيل )، وكان عبارة عن كرة مجوفة، متّصل بها مجموعة من الأنابيب في منتصف الكرة، وتوضع فوق النار علي أنبوبين كي يتم تسخينها، ويعبر البخار إلي داخل الكرة عن طريق الأنابيب؛ مما ينتج الحركة الدوارة للكرة؛ مما يشير إلى القدرة على استخدام البخار لعملية الدفع.

 

مراحل تطوير المحرك البخاري

مرّ المحرك البخاري بالعديد من مراحل التطور، التي ساهم بها عدد كبير من المخترعين، ويمكن توضيح مراحل التطور هذه، من خلال الأسماء التالية:

 

جيرونيمو والمحرك البخاري:

لقد كانت مناجم الفحم في القرن السادس عشر، تُستخدم على أعماق كبيرة؛ مما كان سببًا رئيسيًا في امتلائها بالماء، فعمل جيرونيمو- المسئول الفرنسي عن التعدين في ذلك الوقت- علي معالجة هذه المشكلة؛ وذلك من خلال العمل على تطوير المحرك البخاري، فقام بتطوير المحرك البخاري؛ وبذلك كان هو أول من حاز على براءة اختراع المحرك البخاري، وهذا في عام 1606م.

قام المسئول جيرونيمو باستخدام محرك البخار؛ للتخلص من المياه التي تغمر المناجم، وذلك عن طريق قوة دفع البخار؛ بحيث تعمل على دفع المياه بشكل قوي خارج المناجم، كما استعملها أيضًا في مناجم الفضة لتفريغ مياه المناجم في جوادالكانال.

 

المهندس والمخترع توماس سافيري

قام المهندس توماس سافيري، الذي ولد في إنجلترا عام 1650م بتطوير المحرك البخاري للمرة الثانية، بعد جيرونيمو دي آيانيز؛ من أجل معالجة أزمة ضخ المياه خارج مناجم الفحم، ولقد تمكّن هو أيضاً من الحصول على براءة اختراع محرك بخاري متطور عام 1698م.

ولقد ألهمه اختراع العالم دانيس بابان الفرنسي، الذي قام بابتكار تصميم أوعية الضغط، بالإضافة إلى إسهامات بعض العلماء الآخرين، من النجاح في تطوير المحرك البخاري، والحصول على براءة الاختراع؛ وذلك عندما صمم محرك بخاري، يقوم بسحب المياه من المناجم بمساعدة ضغط البخار القوي، الذي ينتجه المحرك البخاري.

 

توماس نيوكومن

قام توماس نيوكومن بتطوير نظام محرك البخار لتوماس سافيري، وذلك في عام 1712م؛ حيث كان يحتوي على عيب بالغ، وهو استخدام ضغط بخاري متراكم؛ وهو ما كان يتسبب في حدوث بعض الانفجارات، ولقد أطلق اسم محرك الضغط الجوي، على المحرك الذي صمّمه المخترع نيكومن، إلا أنه هو أيضًا كان يحمل بعض العيوب، والتي  تمّ تلاشيها  فيما بعد، وأصبح محرك نيكومن البخاري، هو المتداول تجاريًا.

كل اختراع وله قيمته الفعلية، التي تأتي من خلال الفائدة والفضل الذي يعود به هذا الاختراع، ولقد ساعد المحرك البخاري بشكل رائع في تطوير الصناعة، وظهر هذا الأمر جليًا بعد خوض الثورة الصناعية، التي كانت مرحلة انتقالية نحو الأفضل، والنهوض بالمجتمعات.

التعليقات

أترك تعليق..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *