من اخترع التليفون ؟

من اخترع التليفون

الاختراعات ليست وسيلة لحياة أفضل فقط، بل هي وسيلة من أجل النهوض بكل ما في الحياة، فكم من اختراع ساعد الإنسان؛ من أجل تخطي أصعب الأمور والمشاكل، التي كان يواجهها في حياته، مثل عدم توفر أدوية، وطرق علاجيّة للأمراض المستعصية، والأوبئة، أو العيش في ظلمة؛ لعدم وجود كهرباء ومصابيح إضاءة.

كلها اختراعات ساعدت في توفير حياة أفضل للإنسان، بالإضافة إلى توفّر الأمور اللازمة لتحقيق العديد من الإنجازات في المستقبل، ويعدّ التليفون واحدًا من أهم هذه الاختراعات، والذي وفّر على الإنسان المال الوقت والجهد من أجل التواصل مع الأخرين، وفيما يلي سوف نستعرض أهم المعلومات عن التليفون، ومخترعه، فتابعونا.

 

المخترع الحقيقي للتليفون

هناك العديد من الأقوال حول حقيقة من قام باختراع التليفون؛ حيث تشير معظم الأقوال عن الفضل والدور العظيم، الذي قام به غراهام بيل في اختراع التليفون، بينما قام مجلس النواب في الولايات المتحدة الأمريكية بتسجيل اعتراف هام عام 2002م، ينسب فيه الفضل الأول في طرح فكرة  التليفون، إلي المخترع الإيطالي أنطونيو ميوتشي.

 

معلومات عن أنطونيو ميوتشي

هو مهندس إيطالي، ولد في مدينة فلورنسا بإيطاليا، لأسرة فقيرة في 1808/4/13م، التحق بالدراسة في جامعة الفنون الجميلة، وتعلّم الكثير خلالها، ولكنه لم يكن ميسور الحال؛ لذلك ترك الدراسة لبضع سنوات، وجد خلالها عمل كحارس بناية، ليعود مرة أخرى للدراسة.

عمل أنطونيو علي العديد من الاختراعات، مثل نظام تنقية مياه الشرب، ومن أهم اختراعاته أيضًا جهاز الصدمة الكهربائية، الذي قام علي عمله هو وصديقه الذي كان يعمل طبيبًا، بهدف  علاج مرضى التهاب المفاصل، وبعد الانتهاء من تصميم هذا الجهاز، قام أنطونيو بالعمل من أجل تطوير جهاز الصدمة الكهربائية.

حيث يهدف هذا الجهاز إلي تحويل الترددات الصوتية، إلى ذبذبات كهربائية، بهدف سماع المرضى الذين لا يتمكنون من الحركة، ولقد أطلق عليه اسم التليغراف المتحدث.

 

رحلة ميوتشي لاختراع التليفون

بدأ ميوتشي رحلته في أميركا، باختراع جهاز يقوم بتحويل الترددات الصوتية إلي ذبذبات كهربائية، وذلك في عام 1850م، ثم عاد مرة أخرى إلى إيطاليا، وحينما أشتدّ المرض علي زوجته في عام 1854م؛ حيث كانت تعاني من الروماتيزم، قام باختراع جهاز يعمل على التوصيل بينه وبينها وهي طريحة الفراش، وهو يمارس عمله في المختبر، ولقد كان هذا الجهاز يشبه إلي حد كبير التليفون؛ حيث تستطيع أن تتواصل معه في وقت الحاجة، وتخبره بما تريد.

ويعتبر هذا الاختراع هو نقطة البداية نحو اختراع التليفون، ولقد سبق هذا الجهاز تصميم جراهام بيل للهاتف، بما يعادل العشرين عامًا؛ حينما توجه ميوتشي لتسجيل براءة اختراع هذا الجهاز، ولكنه لم يستطع لعدم توفر المال اللازم، والذي كان لا يتعدى 10 دولارات، وذلك في عام 1871م.

ولكنه لم يفقد الأمل بل توجه إلى الشركة المشهورة (وسترن يونيون) باختراعه وذلك في عام 1874م، ولكنه لم يتلقي رد، بل قامت الشركة بالهروب من الموقف، مدعية عدم وجود الملف وفقدانه.

 

ميوتشي وبراءة الاختراع

حاول أنطونيو ميوتشي تسجيل براءة اختراعه في إيطاليا؛ ولكنه لم يتمكن من هذا الأمر بسبب عدم توفر الأموال؛ لذلك قرر السفر مرة أخرى إلى أمريكا؛ ولكنه لسوء حظه أصيب أثناء سفره بالتعرض لانفجار في السفينة المسافر عليها؛ مما أحدث له العديد من الإصابات والجروح.

لم يكن لدي ميوتشي أي أموال؛ لذلك قررت زوجته بيع بعض الاختراعات مقابل المال لإجراء بعض العمليات الجراحية له، فقامت ببيع عدة اختراعات لتاجر أجهزة وأدوات مستعملة، وكان من ضمن هذه الاختراعات (الهاتف)، وأخذت في مقابل تلك الاختراعات، مبلغ وقدره 6 دولارات ليس أكثر.

وبعد إجراء الجراحة وشفائه توجه إلى ذلك التاجر لاستعادة اختراعاته، لكنه قام ببيعها لشخص مجهول، لم يُعرف حتى اليوم، ولكن هناك العديد من الأقوال، التي تشير أن ذلك الشخص كان مرسل من قبل غراهام بيل، ولكنها تظل أقوال بدون أي أدلة موثوقة.

بعد مرور عامين من تلك الحادثة، كان ميوتشي يقرأ الصحيفة، وقرأ خبر اختراع الهاتف على يد المخترع جراهام بيل الاسكتلندي، تحت رعاية شركة وسترن يونيون الشهيرة.

لم يستطع أنطونيو ميوتشي تقبل الأمر، فقام برفع دعوى قضائية ضدّ شركة وسترن، وعلى الرغم من ثبوت صدق دعوة أنطونيو، وحقه في هذا الاختراع؛ إلا أنه لم يتمكن من أخذ حقه من أرباح الشركة مقابل هذا الاختراع؛ لأنه قد تأخر في الدعوي التي أقامها عام 1887م.

لقد أثبت الكونجرس الأمريكي حقيقة نسب اختراع الهاتف إلي أنطونيو ميوتشي، ولكن الناس مازالت تجهل هذا الأمر، وتنسب ذلك الفضل العظيم في اختراع الهاتف إلى شخص آخر، تظل الناس تردد اسمه، وتلقيه على مسامع الطلاب في الصفوف المدرسية، متناسية فضل هذا المخترع العظيم الذي ضاع حقه في حياته، وبعد مماته، (أنطونيو ميوتشي مخترع الهاتف الأول).

التعليقات

أترك تعليق..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *