ما هو جهاز التنفس الصناعيّ؟ وكيف يعمل واستخداماته؟ والحالات المرضية المحتاجة له

ما هو جهاز التنفس الصناعيّ؟ وكيف يعمل واستخداماته؟ والحالات المرضية المحتاجة له

يوجد هناك العديد من الأجهزة التي تمنح الإنسان مزيدًا من الراحة، ومزيدًا من الرفاهية، ربما لأنّها تختزل الوقت، أو تختزل المسافة، ولكن أن تكون هناك أجهزة تمنح الحياة! فإن هذا كان شيئا مستبعدًا تمامًا، حتّى تمّ ابتكار جهاز التنفّس الصناعيّ، أو جهاز التهوية الميكانيكيّة، أو جهاز الڤنت، الذي يعطي للإنسان فرصة للعودة للحياة مرّةً أخرى، ليس لأنّه فارق الحياة، بل لأنّه على وشك أن يفارقها بالفعل حتمًا مقضيًّا؛ لأنّه غير قادر على التنفّس؛ فهي تمنح الإنسان الحياة مرّةً أخرى بمعنى الكلمة، لأنّ حياة الإنسان في بعض الأحيان تكون عالقةً طبيًّا بين الموت والحياة على ذرة هواء أو أكسجين، وجهاز التنفّس الصناعيّ، هو موضوع مقالنا، فتابعونا.

 

ما هو جهاز التنفس الصناعيّ Mechanical Ventilator

يصنّف جهاز التنفّس الصناعيّ طبيًّا ضمن الأنظمة الأساسيّة الداعمة للحياة Life Support Equipment، ويتمّ التعامل معها تقنيًّا بأنّها أنظمة لا تقبل الخطأ مطلقًا، فنيًّا أو مهنيًّا، وهو عبارة عن جهاز آليّ مزوّد بالحاسوب، أو مضخّة هواء مقنّنة طبيًّا، تُستخدم لدعم المرضى الذين يعانون من الأمراض التي تؤثّر بشكل كبير على إجراء عمليّة التنفّس طبيعيًّا، أو تكون متعلّقة بالرئتين بشكل مباشر.

حيث يتولّى الجهاز التحكّم في عمليّة التنفّس بالجسم، ومدّه بالهواء والأكسجين، وفقًا للمعدّلات والاحتياجات الطبيعيّة، في حالة عدم قدرة المريض على التنفّس بشكلٍ طبيعيّ؛ ممّا يمنحه فرصة للحياة من جانب، ومن جانب آخر يمنح أجهزته الداخليّة وقتًا لمحاربة العدوى، ومن ثَمّ التعافي”.

 

وظيفة جهاز التنفّس الصناعيّ

تعتمد وظيفة جهاز التنفّس الصناعيّ على حالة المريض، وتشخيصها طبيًّا؛ فهو يبدأ وظيفته عندما تعجز الرئتان أو لا تستطيعا ممارسة مهامّهما إكلينيكيًّا وليس وظيفيًّا، أي تكونا غير قادرتين على إجراء عمليتيّ الانقباض والانبساط، اللتين يترتّب عليهما الشهيق والزفير بشكلٍ طبيعيّ، أو غير كافٍ لمدّ الجسم بالهواء ومن ثَمّ الأكسجين، والتخلّص من ثاني أكسيد الكربون

فيقوم الجهاز بمدّ الجسم بالهواء والأكسجين اللازم للتنفّس، وتخليص الجسم من غاز ثاني أكسيد الكربون، معتمدًا في ذلك على فارق الضغط داخل الجهاز والرئتين، ومرونتهما، وكذلك قدرتهما الوظيفيّة على تبادل الغازات؛ لذا لابدّ من تواجد الجهاز بقسم العناية المركّزة، وعناية القلب، وغرفة العملياتّ.

 

طريقة عمل الجهاز

يتألّف الجهاز من مجموعة متكاملة من التكوينات الإلكترونيّة الحاسوبيّة Electronic part، وأيضًا مجموعة من المستشعِرات الطبيّة أو الحسّاسات Sensors، ومجموعة من الأنابيب الدقيقة والمرنة، والتي يتمّ توصيلها بالمريض بواسطة منظار خاصّ بذلك (منظار الحنجرة)، والصمامات، وخزّان الهواء المزوّد بالأكسجين penumatic.

ومجموعة من المرشّحات والفلاتر لتنقية الهواء، وجهاز لترطيب وتدفئة الهواء بما يتناسب ومحاكاة وظيفة الجهاز التنفسيّ العلويّ الطبيعيّ (الأنف)، وكذلك وصلة مصمّمة لتوصيل الجهاز بالمريض، بحيث أنّه عند فتح محبس خزّان الهواء يتحرّر الهواء مندفعًا إلى الرئتين محملًا بالأكسجين، بفعل فارق قوى الضغط بين الجهاز ورئتي المريض، وهو ما يُسمّى بعمليّة الشهيق.

 

ثمّ يقوم المريض بعمليّة الزفير، والتي ينفث فيها هواء الزفير من خلال صمام أُحاديّ الاتّجاه، يسمح بخروج هواء الزفير بعيدًا عن الجهاز، وهو ما يُسمّى بعمليّة الزفير، وهذه العمليّة تتمّ وفقًا للإشراف الطبيّ الدقيق، من حيث تقنين احتياجات المريض طبيًّا من معدّل تدفّق الهواء وكميّته المطلوبة، طبقًا لحالة كلّ مريض، وكذلك فنيًّا من حيث ضبط الجهاز ليتوافق وما يأمر به الطبيب.

ويخضع المريض أثناء وضعه تحت الجهاز لإشرافٍ طبيٍّ حيويٍّ دقيق، بالاسترشاد بالمؤشّرات الطبيّة التي تظهر قراءاتها على شاشة عرض الجهاز.

 

أهمّ الحالات التي يُستخدم فيها جهاز التنفّس الصناعيّ

يُستخدم جهاز التنفّس الصناعيّ في العديد من الحالات الطبيّة، والتي يمكن تصنيفها على النحو التالي:

أوّلًا: حالات التنفّس العلاجيّ

  • مرضى كورونا: وهي حالات الإصابة بفيروس كورونا.
  • إنعاش القلب: وهي الحالات الطبيّة التي يفقد فيها لمريض الوعي؛ ممّا يتطلّب عمليّة إنعاش القلب والصدر.
  • توقّف التنفّس: وهي الحالات التي يتوقّف فيها تنفّس المريض لأيّ سببٍ طبيٍّ.
  • الوهن العضليّ: وهي أمراض تصيب الجهاز العصبيّ العضليّ.
  • خلل التنفّس: وهي حالة تصيب مركز التنفّس المخيّ، الناتج عن إصابة الحبل الشوكيّ أو المخّ.

 

ثانيًا: حالات التنفّس الإجباريّ

  • حالات مرضى كورونا المتأخّرة.
  • بعد العمليّات الجراحيّة الكبرى، مثل عمليّات القلب المفتوح.
  • الإصابات الدماغيّة.
  • النزول عن المعدّل الطبيعيّ للتنفّس، من حيث العدد أو الكميّة.
  • وكثيرًا من الحالات ما لا يتّسع المقال لسردها.

اقرا ايضا

لمزيد من التوضيح شاهد الفيديو التالي

يعدّ جهاز التنفّس الصناعيّ هو الفرصة الأخيرة للعودة للحياة مرّةً أخرى، فيجب ألّا تخلو منطقة أو مستشفى من هذا الجهاز، خاصّة في الوقت الراهن مع انتشار فيروس كورونا، فيجب علينا أن نوجّه تبرعاتنا، وزكاتنا، أو جزءًا منها، وما نستطيع من مساهماتٍ للجهات المختصّة؛ للمساعدة في توفير هذا الجهاز العظيم، فلا نعلم ماذا يحمل الغد.

التعليقات

أترك تعليق..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *