ما هو العالم الافتراضيّ Virtual World؟ والفرق بينه وبين الحقيقي

ما هو العالم الافتراضيّ Virtual World؟ والفرق بينه وبين الحقيقي

الواقع والخيال كلاهما واقعان يعيشهما الإنسان، فالواقع الأول يعيشه حتميًّا لكونه متواجدٌ به، أمّا الخيال والذي يمثّل الواقع الثاني فيعيشه بإرادته الحرّة، وهو أثناء تواجده بأيٍّ منهما يحبّ ويكره، ينعم ويتألم، يحقّق طموحاته ويهدمها، فالفارق بينهما شعرةٌ واحدة، ثمّ جاء الحاسوب ليخلق الواقع الافتراضيّ، الذي أزال تلك الشعرة بين الواقع والخيال، فأصبح كليهما واقعٌ محسوسٌ وملموس، وربما يمكنك تحقيق طموحاتك الفعليّة في ذلك المكان، حسبما يحلو لك، ومع العالم الافتراضيّ سوف يكون موضوع مقالنا، فتابعونا.

 

الفارق بين الواقع والخيال والعالم الافتراضيّ

حسبما رأي علماء النفس، والمخّ والأعصاب أنّ الفارق الجوهريّ بين الواقع والخيال هو الإحساس، فإذا تحقّق الإحساس ولو ذهنيًّا في الخيال، صار الخيال واقعًا بكلّ معنى الكلمة، فيستطيع أن يعيش فيه الإنسان حياةً ملموسة، يتذّوق فيها ويشمّ، ويخاف ويطمئن، وهذا ما حقّقته تكنولوجيا الحاسوب.

فباستخدام آليّات الرؤية والملمس الحاسوبيّة، تستطيع أن تنتقل من الواقع الفعليّ إلى الواقع الافتراضيّ، وفقًا للسيناريو البرمجيّ الذي تختاره وتشكّله، وفقًا لرغباتك وأمنياتك وطموحاتك، أو وفقًا لما يتمّ إعداده سلفًا من قَبل المُبرمِجين.

 

ماهيّة العالم الافتراضيّ

يُعتبر العالم الافتراضيّ عالمًا إلكترونيًّا شموليًّا، يوفّر بيئةً تفاعليّةً مجسّمة، تُحاكي الواقع الفعليّ بواسطة الحاسوب، باستخدام أدوات وبرامج حاسوبيّة متخصّصة، وتعتبر تلك البيئة بديلةً عن البيئة الواقعيّة، تُمكّن الشخص من الانغماس في ذلك العالم، والتفاعل معه تفاعلًا حيًّا.

 

مكوّنات العالم الافتراضيّ

يتكوّن العالم الافتراضيّ من مكوّنين رئيسين متكاملين فيما بينهما، يمكن تناولهما على النحو التالي:

أوّلًا: الأجهزة والأدوات

  1. جهاز الحاسوب: وهو الذي يقوم بخلق ذلك الواقع الافتراضيّ.
  2. قناع الرأس (HMD) : ويكون مزوّدًا من الداخل بشاشة أو أكثر؛ لمشاهدة المناظر ثلاثيّة الأبعاد، وسماع أصوات الإستريو والمؤثرات الصوتيّة المختلفة.
  3. قفازات للمس (Tactile gloves): وهي عبارة عن أجهزة استشعار تمكّن الشخص من الإحساس بما يراه، والشعور بدرجة الحرارة أو البرودة مثلًا، والشعور بالبيئة الخياليّة على أنّها بيئةٌ حقيقية يعيشها الشخص.
  4. المجسّات الحركيّة (Motion sinsing): وهي عبارة عن بزّة يرتديها الشخص، ويوجد عليها نقاط المستشعرات الإلكترونيّة على بعض الأماكن منها، مثل الركبة والرسغ والكاحل والمرفق، والتي من خلالها يتمّ أداء التحريك الادائيّ للشخوص performans anlmation.
  5. المنظار المتعدّد Boom: وهو عبارة عن منظومة من شاشات ومصادر ضوئيّة، متّصلة بذراع متعدّد الوصلات، يمكن للشخص من خلاله إجراء المشاهد الحركيّة.
  6. الأجهزة المساعدة: وهي متعدّدة وكثيرة ومتطوّرة، يضيف كلٌّ منها بعدًا آخر إلى ذلك العالم الافتراضيّ.

 

ثانيًا: برامج العالم الافتراضيّ

  • البرمجيّات الافتراضيّة: وهي برامج معدّة لمحاكاة الواقع، تمّ إعدادها من قِبل متخصّصين في هذا المجال؛ حيث أنّها برامج معقدة للغاية.
  • مصدر للإنترنت: وهي تمدّ العالم الافتراضيّ بمزيد من الواقع والخيارات المتطوّرة، مثل جوجل لايفلي Google Lively.

 

بعض تطبيقات الواقع الافتراضيّ

يُستخدم الواقع الافتراضيّ في العديد من التطبيقات الحياتيّة العمليّة، والترفيهيّة، يمكن تناول بعضٍ منها فيما يلي:

التعلّم:

يعدّ العالم الافتراضيّ أفضل بيئة تعليميّة يمكن أن يمارس فيها المتعلّم تجاربه الكيميائيّة بأمان، وتطبيق التجارب الفيزيائيّة واقعيًّا، ورؤية النظريّة العلميّة واقعًا تطبيقيًّا ملموسًا، وزيارة الأماكن الجغرافيّة، كالمحيطات والبحار، والغوص في المياه العميقة، ومعايشة الزلازل، والنزول في فوّهات البراكين، وإجراء العمليّات الجراحيّة، وغيرها من الأمور التعليميّة في شتّى التخصّصات.

 

التصميمات الهندسيّة

يستطيع الفنّانون والمهندسون رؤية تصاميمهم الهندسيّة والفنيّة من المباني والديكورات، والتجوّل داخلها، ورؤية ما صمّموه رأي العين، ومعرفة ما كان لا يمكن معرفته إلّا عند التطبيق العمليّ، الذي كان من الممكن أن يكلّف الكثير والكثير من الوقت والمال حالَ وجود أيّ أخطاء به.

 

الطبّ النفسيّ

أصبح العالم الافتراضيّ عالمًا لتفريغ الشحنات السالبة لدى لبعض المرضى النفسيين، وتحقيق أحلامهم التي كان عدم تحقيقها سببًا في آلامهم، وإخراج مرضى التوحّد شيئًا فشيئًا إلى الواقع، وعلاج الاضطرابات النفسيّة والسلوكيّة.

الترفيه

من خلال العالم الافتراضيّ يستطيع الشخص أن يكون هو ذاته أحد شخوص اللعبة التي يحبها، فما شيئٌ أمتع من هذا.

 

مستقبل العالم الافتراضيّ

تُشير بعض الدراسات إلى تسارع التقدّم التكنولوجيّ للعالم الافتراضيّ؛ حيث أنّه بحلول العشر سنوات القادمة يتوقّع الخبراء أنّه سوف يكون هناك سوق للعالم الافتراضيّ، يمكن أن تحجز فيه مكانك هناك، فهل يمكن للعالم الافتراضيّ أن يحلّ مشكلة الأزمة السكانيّة والبطالة والحروب، وأن يسود العالم السلام، حتّى ولو سلامًا افتراضيًّا؟ اعتقد أنّ المستقبل يحمل ما هو أكثر.

اقرا ايضا

لمزيد من التوضيح شاهد الفيديو التالي

التعليقات

أترك تعليق..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *